ياسوجيرو أوزو... الحياة بين ارتفاع ثلاثة أقدام من الأرض وأسفلها
عميقًا في الوادي حلَّ الربيع سُحُبٌ من براعم الكرز ولكن ها هنا العين الساكنة، طعم الإسقمري البراعم يغمرها الأسى وطعم الساكي مرير. كتب المخرج الياباني ياسوجيرو أوزو هذه الأبيات الشعرية عقب تشييع جنازة والدته، وقبل أشهر قليلة من وفاته في شتاء عام 1963، هذه الأبيات التي تمثل محور سينما ياسوجيرو بأن براعم الكرز يغمرها الأسى وإن طال الزمن. بكاميرا ثابتة وعلى ارتفاع ثلاثة أقدام، تميزت سينما ياسوجيرو بالعرض المسرحي المستوحى من الحياة نفسها، فالحياة مسرح كبير، وما نحن إلا ممثلون نؤدي أدوارنا على مسارح مختلفة حتى يُسدل الستار على حياتنا بنهاية مأساوية عنوانها الفراق والوحدة. "وُلدت، ولكن؟" فيلم صامت أنتجه أوزو عام 1932 عن الحياة في بواكيرها من وجهة نظر الأطفال، وانتهى العرض عام 1962 بفيلم ظهيرة يوم خريفي، الذي يمثل نهاية مأساوية لحياة الإنسان بعد تجرُّعه كأس الساكي المرير. ما بين "وُلدت و لكن"، و "ظهيرة يوم خريفي" ، قدَّم أوزو أفلامه التي تعبر عن تقلبات الحياة المختلفة في إطار أطول عرض ديناميكي في مسرح الحياة "الأسرة". "شومينجكي" هكذا تُعرف الدر...