المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

مرآة في السديم..

أيها الغريب، أنا متأسف لأني أدعوك بالغريب، إنه رمز تضليلي مبتذل، ولكن لا عليك، أنا هنا الآن وجدتك مختبئًا في غيابة الجب، تخشى الضوء، وجدتك بعد أن حسبت أنني فقدتك إلى الأبد. أرجوك أن تسامحني، كنت أسمع نحيبك، و كان يقتلني، ولكن فرّقت بيننا الأزمنة والأبعاد الكونية.  كنت أسمع نحيبك، ولكن لا أراك، أبحث عنك ولم أجد خطاك، وكم كنت تائهًا بلاك. يا حبيبي، أنا هنا وإن طال الزمن، يا حبيبي، أنا هنا برغم المحن. كنتَ دائمًا في الوجدان أراك في الورود عند الربيع، وعند الصقيع، عند الغروب، ورائحة البحر، وشعاع الشمس. أراك في القمر، وفي عيون المحبوبة المخادعة، في سينما أندريه تاركوفسكي وثيودوروس أنجيلوبولوس، حيث الغائب دائمًا حاضر في الوجدان.  لقد كنتَ أنت، متنكّرًا على هيئة الشوق الوجودي، تبعث برسائلك المتجاوزة للزمان والمكان. يا حبيب الروح، تهت بعدك، ومَسّني الضُر، كيف لا؟ وبُعدك!. أرهقتني مسكنات الألم، لم تعد تجدي، ولكن لا مسكّن إلا قربك. هات يدك، هات يدك، أيها الكوكب الذي نسي سطوعه، تعال أشعل فيك نار الحياة لتضيء غياهب العدم، وتستعيد توهجك البهيج. تعال، يا رفيقي، إلى جنة عرضها السماوات والأرض...